قائد الكتيبة الثانية في اللواء العاشر صاعقة في حوار صحفي : أرض الجنوب مقبرة للغزاة والطامعين وهذا دستوراً وشرع تتوارثه الأجيال ولا حياد عنه.

"إيفاق عباس الحوشبي" يعد واحد من رعيل المناضلين الأوائل الذين عرفتهم ساحات وميادين الجنوب منذ وقت مبكر من اندلاع الثورة التي اقتلعت جذور نظام الإحتلال اليمني، شاب تشرب عبير الحرية فكان من طلائع المقاومين الأبطال الذين خطوا مسار الثورة الجنوبية السلمية عام 2007م، كما يعد احد مؤسسي الحراك الجنوبي بالمسيمير محافظة لحج وله العديد من الإسهامات على الصعيدين النضالي والثوري، رجل يأبى الخنوع او الخضوع والركوع للقهر والإضطهاد وتربى على مبادئ وقيم الحرية ونمأ ونشأ وترعرع عليها رافضاً للباطل والذل والمهانة ومواجهاً لقوى الظلم والإستبداد، ورغم سنه الصغير إلا أنه نال ثقة القيادة الجنوبية بتعيينه قائداً لإحدى كتائب اللواء العاشر صاعقة، تلك الكتيبة التي ترابط مختلف سراياها وفصائلها القتالية على خطوط النار في جبهات محور أبين القتالي، شاب يتمتع بأخلاق عالية وتواضع جم وشجاعة وإقدام، هذه الصفات جعلت منه محبوباً لدى الجميع وأهلته ليصبح قائداً ناجحاً قادر على إنجاز المهام والمسؤوليات بنجاح كبير، في هذه المساحة افسحنا المجال للإلتقاء بهذا القائد والمناضل الفذ وخرجنا معه بهذا الحوار الصحفي فالى تفاصيل ما جاء فيه.

حاوره /محمد مرشد عقابي:

*هل لك أنت تعطي القارئ الكريم لمحة تعريفيه ونبذة موجزة عن شخصك، وكيف وصلت إلى منصبك القيادي في وأحد من أهم ألوية الجيش الجنوبي؟*

- أولاً أشكرك أستاذ محمد عقابي على منحي هذه الفرصة للحديث وعلى دوركم الريادي الكبير في مواكبة الأحداث في جبهات الشرف والعزة والكرامة والبطولة وتوثيقكم لملاحم الإنتصارات والتضحيات التي يسطرها أبطال المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية الذين يرسمون بدمائهم الطاهرة حرية واستقلال الوطن، أنا "إيفاق عباس الحوشبي" من أبناء المسيمير محافظة لحج، المديرية الباسلة التي قدمت قوافل من الشهداء في سبيل الله ثم تحرير الجنوب وفي مختلف المراحل والمنعطفات التي مر بها الوطن، أنتسبت للحراك الجنوبي منذ صغري والتحقت بالمقاومة الجنوبية منذ إعلان تأسيسها، انخرطت في العديد من الدورات التدريبيه والتأهيلة القتالية ونفذت مع المقاومة الجنوبية الكثير من العمليات العسكرية ضد قوات الإحتلال اليمني ومعسكراته ومواقعه وثكناته بمختلف مدن ومناطق الجنوب الحبيب، كما شاركت في معارك تحرير مديرية المسيمير عام 2015م وكرش، وصولاً الى تشكيل اللواء العاشر صاعقة بقيادة القائد الشهيد يسري عبيد حازم الحوشبي "أبو عيدروس" رحمة الله تغشاه، وتم تعييني مؤخراً من قبل الأخ القائد "رشدي الحوشبي" قائداً للكتيبة الثانية، حيث شاركنا في ردع مليشيات الحوثي في جبهة حبيل حنش ومليشيات الإخوان وأذرعها الإرهابية في محافظة أبين، واستطعنا أن نلقن المليشيات الغازية دروساً لن تنساها ولانزال نقف لهم بالمرصاد للتصدي لمشاريعهم ومخططاتهم وأطماعهم الإجرامية.

*ماهي آخر مستجدات جبهات محور أبين، وهل أبدى الطرف المعادي حسن نوايا لوقف الأعمال العدائية وهل ألتزم بالهدنة التي ترعاها دول التحالف تنفيذاً لإتفاق الرياض؟*

- الوضع في محور أبين وبالتحديد في جبهات شقرة يشهد بين فينة وأخرى تصعيد وخروقات للهدنة من قبل الطرف الآخر الذي يشن هجمات معادية ضدنا وسقط ضحية لذلك الكثير من أبطالنا شهداء وجرحى، ومع كل ذلك العدوان والإستفزاز والجرائم التي ترتكبها مليشيات العدو بحقنا مانزال نحن في الجيش الجنوبي ملتزمون بالهدنة التي ترعاها دول التحالف العربي، ومتقيدون بتعليمات قيادتنا السياسية والعسكرية، ونستغرب بان يقوم الطرف الآخر والمتمثل بفصائل ما تسمى بالشرعية والتي تدين بالولاء لأطراف مختلفة بإختراق الهدنة مراراً وتكراراً في تحد واضح وصريح لرعاة الهدنة ممثلة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، ناهيك عن الإستفزازات التي يحاول من خلالها الطرف الآخر تفجير الوضع لإفشال إتفاق الرياض سيما وكثير من فصائله تدين بالولاء لدويلة قطر وتركيا المعروفتان بدعمهما لجماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية وعداءهما الكبير للملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.

*ما هو موقفكم في حال إصرار مليشيات الإخوان على المواجهة العسكرية؟*

- نحن في جهوزية تامه واستعداد كامل للتصدي والمواجهة والدفاع عن وطننا، والعالم أجمع يعرف باننا ملتزمون بوقف إطلاق النار تقديراً للأشقاء في التحالف العربي رغم ان العدو ومرتزقته يحاول جرنا الى مربع العنف لإفشال إتفاق الرياض وتقويض فرص التهدئة، علاوة على حرصنا الدائم لعدم إراقة دماء اولئك المغرر بهم ممن استغلت المليشيات الإجرامية أحوالهم المعيشية الصعبة لتدفع بهم إلى محرقة الصحراء ورمال شقرة التي ابتلعت اعداد كبيرة منهم، لكن سنظل متمسكون بمبدأ الدفاع عن بلدنا ودولتنا مهما كلفنا ذلك من ثمن.

*هل لدى القوات المسلحة القدرة الكافية للتصدي وكسر التحشيد الذي تقوم به المليشيات والجماعات الإرهابية ضد الجنوب في حالة فتحت جبهات للمواجهة؟*

- سبق وان حدثتك وقلت لك نحن في أعلى درجات الجاهزية والإستعداد لمواجهة اي خطر يستهدف وطننا وأصابعنا دوماً على الزناد وأعيننا ترقب الأحداث، نحن نقاتل عن وطن، لدينا قضية واضحة نقاتل من أجلها ومستعدين للشهادة في سبيلها ومن خلفنا شعب عظيم اعتاد على العيش حراً وقدم في سبيل ذلك عشرات الآلاف من الشهداء، ولأجل هذه القضية سيتحول كل ابناء الجنوب إلى مقاتلين أشداء، وسيهب الشعب صوب الجبهات بعكس تلك العصابات التي تهدف من وراء غزوها للجنوب للحصول على الفيد والسلب والنهب والإستئثار بالثروة، ومقاتلوها عبارة عن مرتزقة مأجورين أو جنود أجبرتهم ظروف الحياة الصعبة على الإنضمام في صفوف تلك المليشيات التي ليس لها أي مبدأ أو هدف تقاتل من أجله سوى اللهث وراء الفتات الذي يمنحه لهم قادة الإرهاب والإجرام مقابل الزج بهم في معارك خاسرة، فيما يستلم هؤلاء القادة الذين تجردوا من الضمير والأخلاق الملايين من تركيا وقطر ثمناً لدماء هؤلاء المساكين الذين غرقوا في رمال أبين وابتلعتهم الصحراء وهلكوا مقابل مشروع وهمي.

*كلمة توجهها لمن يقاتل الى جانب المليشيات ضد أبناء الجنوب؟*

- أولاً انصح أبناء العربية اليمنية وأقول، يجب ان لا تسمحوا بان تضرب قيم مجتمعكم من قبل جماعة الحوثي الإيرانية، وانبههم بان طريق صنعاء لا تمر عبر عدن، ومنازلكم وأعراضكم هناك في مدن ومناطق العربية اليمنية وليس في الجنوب العربي، ومن داس عليكم وانتهك حرماتكم واقتحم بيوتكم وشردكم منها والتقط الصور التذكارية في غرف نوم قياداتكم هي مليشيات الحوثي وليس أبناء الجنوب الشرفاء الذين وقفوا الى جانبكم في جميع المحطات والنكبات والكوارث التي تعرضتوا لها في تأريخكم، فنحن نتساءل هل هكذا يكون الجزاء العادل وانتم تستميتون لسفك دماء ابناء شعب الجنوب الذي نصركم أكثر من مرة ووقف الى جانبكم وقدم في سبيلكم كل التضحيات، فلماذا تسعون لإحتلال هذا البلد الذي احتضنكم ووقف أبنائها الى جانبكم على مر العصور، لماذا كل هذه السفاهه والوقاحة والإستعلاء والتجبر، فالمفترض أن تهبوا لإستعادة كرامتكم المهدورة وان تسعوا لتحرير أرضكم من عصابة أمعنت في قهركم وإذلالكم، أننا نتحدث اليكم حرصاً منا عليكم ونقول لكم بان الفرصة ماتزال قائمة إذا ما تحركت فيكم النخوة ودبت في دمائكم الغيرة على أعراضكم المنتهكه، وما عليكم إلا ان تستغلوا الفرصة وان تحترموا مواثيقكم وعهودكم تجاه أشقائكم وان تسرعوا بتنفيذ بنود إتفاق الرياض بشكل كامل وقطعي، وعليكم ان تذهبوا لقتال عدوكم الحقيقي الذي شرد ونكل بكم وهجر بأهاليكم وهو الحوثي وليس أبناء الجنوب، نقول لكم ان الفرصة ماتزال موجودة بان تمسحوا العار والفضيحة وان تنتزعوا حريتكم وتستعيدوا كرامتكم فالموت دفاعاً عن العرض والأرض عزة وشموخ وشهادة وبها سيذكركم التاريخ وسيخلدكم في أنصع صفحاته، أما ممارسة البلطجة فهذا شيء لن تجنوا من خلاله إلا الخزي والعار والهزائم النكراء بإذن الله، كما أوجه رسالة للخونة من أبناء الجنوب الذين باعوا أنفسهم للشيطان وارتضوا أن يكونوا نعال تسير عليها مليشيات الإحتلال ليجرحوا جسد وطنهم أقول لهم "سننتظركم وسننتظر اليوم الذي تعرفون فيه حجم الجرم الذي ترتكبونه في حق وطنكم، ومدى حقارتكم وأنتم توجهون أسلحة الغدر والخيانة إلى صدور إخوانكم وأبناء شعبكم، وتساهمون في قتل أخوانكم وأشقائكم في سبيل الحصول على حفنة حقيرة من المال المدنس يسديها لكم المحتل من خير وثروة وطنكم وانتم تمهدون له الطريق لإنتهاك أرضكم وعرضكم وتمكنوه من عوامل وأسباب قهر وظلم وإذلال شعبكم، والله المستعان على كل من رمى بنفسه في أحضان المحتل وارتضى لنفسه وأهله حياة الإنبطاح.

*كلمة أخيرة تود قولها كمسك ختام لهذا الحوار؟*

- أجدد عبارات الشكر الخالص لك أستاذ محمد عقابي فأنت منبر الأحرار ومنارة الثوار والصوت الصادح بأحرف الحق والمصداقية والمعبر عن معاناة وتطلعات شعب الجنوب، ونحن نعتز ونفتخر في بلاد الحواشب خاصة والجنوب بشكل عام بان يكون لدينا شباب بمثابة مشاعل تنوير أمثالك أخي محمد، والشكر موصول لكل وسائل الإعلام الجنوبية والعربية والدولية التي كسرت التعتيم الإعلامي المفروض على الجنوب ومؤسساته العسكرية والأمنية والمدنية وأوصلت قضيتنا إلى كل المحافل الدولية ومصاف العالمية، وأغتنم هذه الفرصة لأوجه رسالة إلى شعبنا الجنوبي المناضل الثائر العظيم وأطمئنه بأن جيشه الباسل سيظل الدرع الحصين والحارس الأمين لكل شبر من أرض الوطن، ونؤكد بان حلمنا بالحرية والإستقلال بات قريباً جداً فقط علينا جميعاً بالوقوف صفاً واحداً والصمود والثبات في وجه المتغيرات الطفيفه ولنثق بالله ثم بقيادتنا الرشيدة برئاسة اللواء الركن "عيدروس الزبيدي" رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي وبكل فرد من أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن فالحلم بات وشيك التحقق وبالصبر والمرابطة سينجز هذا طموح.