فجر عدن/نيوزيمن
عادت منشأة الشهيد سهيل عوض (حجيف سابقا) التابعة لفرع شركة النفط في عدن، لاستئناف عملها النفطي في ضخ وتعبئة الوقود بالتزامن مع بدء مشروع تأهيلها الذي وضع حجر الأساس له، الخميس، محافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس.
ويمثل عودة هذه المنشأة النفطية الحيوية للعمل تأكيداً عملياً على جدية توجهات القيادة المحلية للسلطة المحلية في عدن والتي تسعى لانتشال المدينة من وضعها المتردي حالياً وإعادة تأهيل كافة القطاعات الحيوية والاقتصادية فيها، بما فيها القطاع النفطي.
ولم تكن عودة هذه المنشأة للعمل من جديد أمراً سهلاً، بل جاء بعد صراع طويل امتد لقرابة خمس سنوات بين شركة النفط والمستثمر توفيق عبدالرحيم الذي استأجر المنشأة لتطويرها وتأهيلها وتفعيل خدماتها لكنه بعد مرور أعوام من توقيع عقد التأجير والإعلان حولها إلى مخازن للمشتقات النفطية التي كان مسؤولاً عن نقلها بين المحافظات.
صراع استعادة المنشأة من سيطرة المنتفذ كلفت شركة النفط حياة مدير إدارة المحطات الشهيد، سهيل عوض العولقي، الذي قضى في 2 ابريل 2013م برصاص حراسة المنشأة الذين يتبعون رجل الأعمال المتنفذ، محمد توفيق عبدالرحيم، خلال نزول لاستعادة المنشأة بأمر قضائي.
وفي أواخر أكتوبر من العام 2016م، استطاع محافظ عدن الأسبق، الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، استعادة المنشأة وتسليمها لشركة النفط، معلناً بذلك بدء مرحلة استعادة المؤسسات والممتلكات الجنوبية التي تم تأجيرها بأثمان بخسة عقب توقيع اتفاق الوحدة عام 1990م.
ومنشأة الشهيد سهيل عوض الواقعة في منطقة حجيف بين مديريتي المعلا والتواهي، أنشئت عام 1920 وتتألف من جزئين الأول مهمته تموين السفن والبواخر بالوقود والزيوت والمياه والثاني كان يستخدم كورشة صيانة تتبع الدائرة الفنية ودائرة المستودعات وقد اعتبرت أكبر منشأة اقتصادية نفطية في المنطقة آنذاك.
تتراوح مساحة المنشأة الإجمالية ما بين 800 – 900 متر طولاً، و200 – 300 متر عرضاً، ويتبعها مرسى صغير ترسو فيه القوارب التي تشترك في تموين البواخر، وتعد من الأصول التابعة لشركة النفط اليمنية ومن أهم المنشآت النفطية في اليمن.
وفي العام 1974 تم تأجير الجزء الأول من المنشأة للشركة اليمنية الكويتية التي توقف نشاطها عقب حرب الخليج عام 1990م قبل أن يتم تأجيرها للمستثمر توفيق عبدالرحيم عام 2003م بثمن بخس بناءً على قرار صادر من رئيس الوزراء آنذاك عبدالقادر باجمال، وبإيجار سنوي مقداره (400) ألف دولار.
وفي العام 2013م انتهى عقد التأجير لكن مجموعة شركات عبدالرحيم رفضت تسليم المنشأة التي لم تشهد أي أعمال تطوير أو تحديث خلافاً للعقد المبرم بين الحكومة والمجموعة التجارية التي استقدمت مجموعة مسلحين لمنع أي محاولات لاستعادة المنشأة بالقوة على الرغم من صدور قرار قضائي بهذا الشأن.
محافظ عدن عقب وضع حجر اساس تأهيل المنشأة وافتتاح المساكب شدد على أهمية إنجاز المشروع في إطار العمل المشترك للنهوض بعدن واستعادة دورها الريادي في اليمن والمنطقة.
وعلق الناشط السياسي الجنوبي أحمد الربيزي على هذا الحدث بقوله "اعادها الرئيس عيدروس الزُبيدي لمُلكية الدولة في العام 2016م، حين كان محافظاً للعاصمة عدن. واليوم يفتتحها محافظ العاصمة عدن الاستاذ أحمد حامد لملس في العام 2020م".
وأضاف "منشأة الشهيد سهيل العولقي النفطية "حجيف" تعود اليوم لاستئناف عمليات الضخ والتعبئة للمشتقات النفطية من جديد".