تصاعدت وتيرة خروقات مليشيا الحوثي للهدنة الإنسانية في محافظة الحديدة،وسجلت رقما قياسا جديدا خلال أسبوعين فقط.
يأتي ذلك في تصعيد يهدد بنسف قرار وقف إطلاق النار المدعوم من الأمم المتحدة.
وكشفت القوات اليمنية المشتركة، مساء الأحد، عن حصيلة صادمة للعدد الإجمالي لخروقات وانتهاكات مليشيا الحوثي خلال 13 يوما وصلت لأكثر من 5702 خرق وذلك في الفترة الممتدة من 17 إلى 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلافا لمئات الضحايا المدنيين الذين يعيشون تحت رحمة نيران مليشيا الحوثي، سيما سكان المدن والقرى الواقعة على خطوط النار، بيّن التقرير أن عنف العمليات العسكرية بلغت أعلى ذروتها وأن حرب ضروس تجري على الأرض بشكل غير مسبوق منذ دخول التهدئة الأممية حيز التنفيذ في 18 ديسمبر/كانون الأول 2018.
وشنت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي نحو 204 عمليات عسكرية برية على مواقع القوات المشتركة لقطع خط إمدادها في الساحل الغربي، وشملت العمليات الحوثية، محاولات التسلل والتفاف وزحف المباشر لفرض سياسة الأمر الواقع.
وحسب التقرير الحكومي، الذي وصل "العين الإخبارية"، نسخة منه، فإن العمليات العسكرية للحوثيين رافقها استخدام مكثف للطائرات بدون طيار للهجوم على مرافق حيوية بالساحل الغربي، غير أن دفاعات التحالف العربي نجحت في اعتراض وتدمير أكثر من 13 طائرة مسيرة مفخخة.
وقال التقرير، إن المليشيات الحوثية الإرهابية شرعت في تشييد تحصينات جديدة بلغت خلال هذه الفترة القصيرة 99 عملية استحداث وذلك ضمن تصعيدها العسكري الكبير والتحضير لتوسيع دائرة العنف في مختلف بلدات الساحل الغربي.
وفي صعيد استخدام الصواريخ، وثق التقرير، إطلاق مليشيا الحوثي أكثر من 41 صاروخ كاتيوشا لاستهداف قرى وبلدات آمنة تبعد أكثر من 20 كيلومترا عن خطوط التماس في تطور لافت يشير لاستقدام المليشيات قاذفة صواريخ لإسناد عملياتها العسكرية في المحافظة الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
كما سجل التقرير، إطلاق مليشيا الحوثي لأكثر من ألف و749 قذيفة مدفعية من طراز "هاون" ذات الآثر المميت في المناطق السكنية وذلك في هجمات استهدفت عشوائيا المدن الحضرية في مسعى لبث الهلع والرعب اوساط السكان وحملهم على النزوح القسري.
وطبقا للتقرير، فإن 176 عملية قنص ارتكبتها مليشيا الحوثي طوال الساحل الغربي لليمن، وسقط إثرها العشرات من المدنيين قتلى ومصابين، فيما انفجرت 13 عبوة ناسفة عن بعد استخدمتها المليشيات ضمن حرب متعمدة خلف الخطوط الملتهبة.
ومنذ 17 وحتى 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قُتل 22 مدنيا، بينهم 10 نساء وأطفال، من سكان الحديدة، وذلك بنيران مليشيا الحوثي الانقلابية، وفقا لبيان آخر للقوات اليمنية المشتركة.
ونص اتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة أواخر ديسمبر 2018 على وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب الحوثيين من موانئ ومدينة الحديدة وفتح الممرات الإنسانية.
وكان الاتفاق يقضي بتحييد "الحديدة" وموانئها الحيوية، لكن مليشيا الحوثي لم توقف خروقاتها منذ توقيع الاتفاق وطالت هجماتها 6 مديريات، ما أسفر عن تهجير 16 ألف أسرة، خلافا عن مئات القتلى وآلاف الجرحى اليمنيين.