قال وزير الداخلية السابق عبده الترب إنه لم يسقط جندي واحد من وزارته أثناء اقتحام الحوثي لمؤسسات الدولة في صنعاء، مرجعاً ذلك “لاتصاله بمكتب الحوثي”، وحصل على موافقته للقيام بمهمة “حماية البنوك ومحلات الصرافة والسفارات” من فيد ونهب القبائل، فيما كان مسلحو الجماعة مشغولين بالسيطرة على مؤسسات الدولة دون مقاومة من الجيش الذي قال إنه “أنهك في الحروب وفقد ثقته بدوره الوطني”.
لكنه قال إن “كل من شاركوا في إسقاط صنعاء لم يأتوا من صعدة بل أغلبهم أفراد وضباط في الجيش والأمن خلعوا بزاتهم العسكرية ورفعوا "الصرخة”، معتقدين أنهم كانوا “يهدفون للتخلص من الإصلاح وعلي محسن فقط، لكن ما حدث هو أن ذاق الحوثيون حلاوة النصر فواصلوا مهمتهم التوسعية، وهو أمر بدأ يزعج تلك الأطراف المتعاونة".
وعاد للقول إن “ما حصل في صنعاء مسرحية هزلية لها مخرج خفي وضع خطته بإحكام لكي يدخل اليمن في أتون حرب أهلية، وبالتالي في متاهات الحرب المناطقية والطائفية”.
وتحدث عن “خيانات كبيرة جرت من قبل ضباط وأفراد في الجيش والشرطة”، و”أن بعض المعسكرات رددت الصرخة قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء وبعضهم أعلن تأييده لما سميت بثورة الحوثيين بسبب الفساد الداخلي في المؤسستين العسكرية والأمنية”.
عبده الترب، الذي شغل منصب الداخلية في 7 مارس 2014، وفي لقاء مفتوح في الجالية اليمنية في ميتشجن بالولايات المتحدة الأمريكية تحدث عن تفاصيل قراره باعتبار “الحوثيين أصدقاء للشرطة وألا تتم مواجهة”، قائلا: “ألف جندي هم كل من دافعوا عن صنعاء في التلفزيون والفرقة، من شباب ثورة فبراير، في 20 سبتمبر سقط التلفزيون وبدأت المعنويات تنهار لدى كثير من العسكريين والأمنيين ثم سقطت الفرقة الأولى في اليوم التالي ثم مبنى القيادة العامة للجيش وتم الاستيلاء على جميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي كانت داخل تلك المواقع العسكرية الهامة وبدأت المليشيات بالتوجه نحو وزارتي الداخلية والمالية والبنك المركزي”.
وأضاف: ”كانت بعض المجاميع القبلية تنتظر خارج صنعاء للانقضاض على أموال وممتلكات الناس كما جرت العادة عند بعض القبائل، وكان أمامي خياران إما أن أتفاوض لأحمي محلات الصرافة والبنوك ومتاجر الناس والسفارات التي كان السفراء على تواصل دائم مع الداخلية بشأن حمايتهم، أو أقاوم وأضحي بأفرادي وأنا أعلم بأن النتيجة محسومة مسبقاً، فوضعنا أمام خيارات صعبة جدا، وكان علينا مسؤوليات جسام حتمت علينا اتخاذ قرار بأن نعتبر الحوثيين أصدقاء للشرطة وألا تتم مواجهة، لأننا لسنا مخولين بالقيام بمهام الجيش، وسلاحنا كان فقط كلاشينكوف ومسدسا شخصيا وبعض الأطقم التي تحمل رشاشات وما علينا سوى تنظيم حياة الناس وحراسة مصالح الدولة من النهب، فاتصلنا بمكتب الحوثي في صعدة فتم الموافقة من قبلهم بأن نتعاون على حماية الممتلكات، ولم يسقط جندي واحد من وزارة الداخلية أثناء سقوط صنعاء".
نيوز يمن