تتمسك مدينة عدن بهويتها المنفتحة، وتقاليدها العاشقة للحب والجمال السلام، وتسعى بكل ما أوتيت من قوة نحو نسيان الماضي القريب، المليء بالخراب والدمار وذكريات الحرب الحوثية.
وينتهز أبناء عدن كل مناسبة ممكنة؛ للإعلان عن توقهم للمحبة، والتأكيد على تشبثهم بكل معاني الحياة، تماماً كما حدث مع فعالية يوم الحب، والذي أحياه أهالي المدينة، مساء الأحد.
وكان المئات من سكان عدن، على موعد مع الحب، وتأكيد عشقهم لكل تفاصيل مدينتهم، من خلال فعالية جماهيرية نظمتها مؤسسة "الحب والوفاء لعدن"، على كورنيش عدن مول، في الخليج الأمامي للمدينة.
والفعالية عبارة عن مهرجان احتفالي، يقام للمرة السابعة على التوالي في مدينة عدن، ويتضمن استعراضًا للمواهب والفرق الفنية والغنائية الشبابية، كما شمل فقرات أدبية وثقافية مسرحية.
واستضاف مهرجان الحب لعدن معارض مفتوحة للصور، ولوحات تشكيلية وفنية لرسامين محترفين، وتقديم لأصناف المطبخ العدني والأكلات الشعبية التي تشتهر بها المدينة.
وبحسب القائمين على المهرجان، فإنه يهدف إلى إبراز جمالية مدينة عدن، وتأكيد الحب الذي يكنه أهالي المدينة لمدينتهم وطقوسها وتقاليدها المميزة، بالإضافة إلى نسيان تداعيات الحرب الحوثية التي شنتها المليشيات على عدن.
الناشطة المجتمعية، والفاعلة في مؤسسة الحب والوفاء لعدن، دنيا شطارة، أشارت إلى الترتيبات التي قامت بها المؤسسة، والبروفات التي سبقت الفعالية؛ بهدف إظهار وجه عدن الحقيقي والجمالي.
وأكدت شطارة لـ"العين الإخبارية" أن التحضيرات التي سبقت المهرجان، تميزت بالحماسة، والرغبة الكبيرة من قبل المشاركين في إنجاح المهرجان، الذي يعكس حب عدن والعشق الذي يحمله أبناؤها لهذه البقعة من العالم.
ولفتت إلى أن المهرجان حقق أهدافه كالعادة، من خلال الإقبال الكبير من المواطنين، والمشاركين الكثر في مختلف الفقرات والمجالات الفنية والثقافية والترفيهية.
من جانبه، قال الإعلامي المشارك في مهرجان الحب لعدن، أيمن أمين: "فكرة المهرجان نبعت قبل نحو سبع سنوات، وخرجت من غرفة استيديو الأخبار في تلفزيون عدن -الذي يعمل فيه- وتم إطلاقها في رصيف السياح، وهو معلم سياحي في مديرية التواهي بعدن".
الإعلامي العدني، كان يلمح إلى أن فكرة مهرجان حب عدن ارتبطت بمعالم تاريخية وسياحية وجمالية في عدن، مثل أول تلفزيون في الجزيرة العربية، الذي انطلق عام 1964، ومعلم سياحي عريق، يعود تاريخه إلى عقود، بحسب حديثه لـ"العين الإخبارية".
ودعا الإعلامي اليمني جميع المواطنين إلى ضرورة أن يحبوا عدن ويعشقوها، لأنها تستحق الحب، باعتبارها مدينة منفتحة ومتعايشة مع كل من يلجأ إليها، وببساطة لأنها تحتضن الجميع منذ أول ثانية من حياتهم.
المهرجان في غاياته الرئيسية يركز على أن عدن لم تكن يوماً سوى حاضنة للتنوع الثقافي، وقبلة للهويات المتناقضة التي تنصهر وتتوحد داخل هذه المدينة، لتعطيها هوية خاصة ومميزة، مع الاحتفاظ بكل التنوع الذي يعطي عدن قوتها وخصوصيتها.
كما أن المهرجان يؤكد تعافي عدن مما أصابها من المليشيات الحوثية التي هاجمتها قبل 6 سنوات، وحاولت نشر ثقافة الكراهية والحقد بين جنباتها، ومضت بتخريب وتدمير كل جميل فيها.
غير أن عدن استطاعت الانتصار على كل تلك المحاولات، وأثبتت أنها ستبقى نموذجاً للمحبة والتعايش، بحسب القائمين على المهرجان.