سيرحل هادي غريباً بلا تاريخ ولا جغرافيا..!!

زيد المردعي

السبت 26-1-2019

الحقيقة التي يجهلها هادي انه سيغادر المشهد السياسي اليمني غريبا مثلما دخله و بلا تاريخ ولا جغرافيا في حال جعل من نفسه نسخه لعفاش بوصفته السحرية ( الاقاليم او الموت) التي يراها العلاج الناجع لجسدين مختلفين في كل شي احدهما جنوبي صحيح وآخر شمالي معتل و مصاب بسرطان خبيث قد يقتل اليمن والمنطقة ككل.

يعتقد هادي أن بإمكانه تحقيق ماعجز عفاش واسلافه عن تحقيقه لكي يدخل التأريخ بينما هو يخرج منه من الباب الواسع دون ان يعلم حين ارتكب خطأ سياسي قاتل ووضع العلاج الخاطئ لمرض خبيث قاتل يستدعي:

اولا" : الفصل بين الجسدين لا تقطيعهما اوصالا" جغرافية هشة سهلة الاصابة في بيئة معدية خصوصا السليمة منها والتي لا تلبث ميكروبات المصابة إلا ان تجتمع مجددا لمهاجمتها وسرطنتها

ثانيا : يأتي دور الحجر الصحي على الجسد االمسرطن ومحاصرة المرض ثم علاجه بالتدرج لا دمجه مع السليم ليعديه.

ناهيك عن سعي هادي جاهدا واصراره على تلغيم وتفخيخ المستقبل محاولا" دمج عقليتين متناقضتين;

♦عقلية شمالية منغلقة متخلفة تؤمن بالقبيلة والمعتقدات اكثر من ايمانها بالله والقرآن , تؤمن بالشيخ اكثر من الرسول , يحكمها الثور بدل القانون , ماضيها غدر وحاضرها نفاق ومستقبلها خيانة, علمها جهل , وثقافتها مال ونهب , وشرعها حكم الغاب وعرف ( من تزوج الام فهو العم ) .

♦وعقلية جنوبية متحرره منفتحه عكس الشمالية تماما".

وهنأ نفترض جدلا" ان هادي فرض مشروع اقاليمه فهل يستطيع حماية نفسه اولا" لا حماية مشروعه من نزوات العقلية الشمالية التي ترى حقها الالاهي في الحكم دون سواها وهي التي تحفر له قبره وتنتظر سقوطه بفارغ الصبر لتنهال سكاكينها عليه لتنصب له المحاكم والمشانق وما يؤخر ذلك اليوم الموعود للمصير الحتمي الذي ينتظر هادي هو جنوبيته فقط بعد اطمئنان العقلية الشمالية بأن الجنوب قد صار في متناول يديها بفضله.

ثم ما الذي جعل هادي متأكدا من عدم تمردها وانقلابها عليه وعلى مشروعه وهي التي لا تعترف بمواثيق ولا عهود وليس لها مبادئ ولا دين غير حكم الغاب وشرع القبيلة وخير دليل على ذلك انقلابها على دولة الجنوب والمواثيق الدولية وانقلابها على رجل احلامها عفاش الذي حقق لها ما لن يستطيع هادي ان يحققه حين نقل وجاهات الشمال من حياة العوز والفقر الى حياة الرفاهية والمليارديرات بفضل ثروات الجنوب ومع ذلك لم يرحموه . وفي ماضيهم الملطخ بالسواد دروس وعبر وحوادث كثيرة مثل ذلك يأبى هادي ان يتعض منها ويسوق نفسه الى مصيرها المحتوم.

 

اذا" هادي يحرث ويبذر في ارض غير ذي زرع ارض صحراء قاحلة تربتها مسمومة وغير صالحة للزراعة ستبتلعه رمالها كما ابتلعت اسلافه دون زرع يذكر , فقط هو يخسر اهله وعشيرته لاجل كسب عدوه المستقبلي ولاجل اسداء خير ومعروف في غير اهله ليعود وبال عليه وعلى شعبه وبهذا يكون هادي قد كافئ الجلاد وعاقب الضحية وفي النهاية لا دخل هادي تاريخ ولا حفظ جغرافيا.