28 يونيو، 2021 م. وكالة ستيب الإخبارية الدولية
https://stepagency-sy.net/2021/06/28/الدولة-الجنوبية-دولة-عربية-جديدة-تنتظ/
حاوره / جهاد عبدالله
بعد اندلاع الربيع العربي عام 2011، ظهرت العديد من الحركات لدى الشعوب العربية التي أحيت مطالبات بإنشاء دول مستقلة عن البلدان العربية التقليدية، وبعضها يحمل معه مقومات تاريخية ودعم إقليمي، ومن أبرزها كان دعوات إقامة الدولة الجنوبية.
وللحديث عن مقومات إقامة الدولة الجنوبية وأسباب ذلك، وما آلت إليه الأوضاع في اليمن، التقت وكالة ستيب الإخبارية الكاتب والصحفي الجنوبي، يوسف الحزيبي، الذي شرح مجريات الأمور.
مجلس انتقالي وبرلمان يأسس الدولة الجنوبية المنتظرة
يوضّح الأستاذ يوسف الحزيبي تعريف المجلس الانتقالي الجنوبي والجمعية الوطنية للمجلس وأهدافها وتطلعاتها تجاه الشعب الجنوبي.
ويقول: المجلس الانتقالي الجنوبي، هو سلطة سياسية جنوبية، دعا لتشكيلها محافظ عدن الأسبق اللواء عيدروس قاسم الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية الذي يرأس المجلس حالياً، في العام 2017 م، وهو مقاوم قديم أسس النواة الأولى للمقاومة الجنوبية في محافظة الضالع الجنوبية وقاد معارك التحرير ضد الحوثيين “حتى انتصر الجنوب وتم تحريره في عام 2015م”.
ويضيف: حاول الإخوان الذين اخترقوا الشرعية وسيطروا على القرار وعرقلة تشكيل كيان سياسي جنوبي، يحفظ للجنوبيين حق الانتصار على الحوثيين الموالين لإيران، وجرى اقالة الزبيدي وقيادات جنوبية أخرى كانت على تحالف مع هادي، إلا أن الزبيدي ورفاقه مضوا في تأسيس المجلس تحت تفويض شعبي في مليونية شهدها العالم بأسره، والذي ينطلق من مرجعية الحركة الوطنية السلمية في الجنوب “الحراك الجنوبي”، وهذه المرجعية هدفها وشعارها واحد يتمثل في استعادة الدولة السابقة التي دخلت في وحدة سلمية مع نظام صنعاء، انتهت بالحرب بعد مرور ثلاثة أعوام على توقيع اتفاقيتها.
ويؤكد “الحزيبي” أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحظى باعتراف إقليمي ودولي كممثل رئيسي وشرعي للجنوب في مفاوضات الحل النهائي، فيما تعارضه أطراف إقليمية من أبرزها قطر وتركيا وإيران، وهو تحالف ثلاثي يحارب مجتمعا ضد التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وعن أهداف هذا المجلس يتحدث بأنه يسعى بشكل واضح الى استعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة بحدود مايو 1990م، وهو الأمر الذي يرفضه تحالف الشمال “بين الأخوان والحوثيين”، الذين يتحالفون بشكل علني في منع ذهاب الجنوب نحو استعادة دولته.
أما الجمعية الوطنية الجنوبية، فهي برلمان جنوبي يمثل مدن وإحياء الجنوب على مستوى المحافظات الجنوبية من المهرة الى باب المندب، بنحو 303 عضواً يتوزعون على ثمان محافظات “هي عدن العاصمة الجنوبية، ولحج، وأبين، وشبوة وحضرموت، والمهرة، وارخبيل سقطرى، والضالع”.
ويشرح بأن هذا البرلمان الجنوبي المتمثل بالجمعية الوطنية، يرأسه اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، وهو قائد عسكري مخضرم، كان أحد قادة جيش الجنوب قبل الوحدة اليمنية، ومن القيادات العسكرية المخضرمة التي لعبت دوراً كبيراً في مكافحة الإرهاب، وقاد معركة تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الذي احتلها لنحو عام كامل.
ويشير إلى أن الجمعية تمثل في أهدافها تطلعات الشعب الجنوبي في الحصول على حقه المشروع والخدمات وحقه في تقرير مصيره باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة؛ ويمثل الكثير من أعضاء الجمعية، امتداداً لمنتسبي الحراك الجنوبي سابقاً وبعضهم قيادات عسكرية وأمنية وسياسية لها باع طويل في العمل الأمني والعسكري السياسي والنضالي.
رسائل دورة البرلمان الجنوبية واتفاق الرياض:
مؤخراً عقدت الدورة الرابعة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والتي شارك فيها قادة عسكريون وسياسيون من المجلس الانتقالي الجنوبي، حاملين رسائل داخلية وخارجية.
يقول “الحزيبي”: حملت الدورة الرابعة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، العديد من الرسائل خاصة وأنها جاءت تحت عنوان: (استكمال تنفيذ اتفاق الرياض مطلبنا واستعادة الدولة غايتنا).. فمعنى (استكمال تنفيذ اتفاق الرياض)، التمسك بشرعية الجنوب عربيًا، ودوليًا، وكذا التمسك بشراكة الجنوب الاستراتيجية مع دول التحالف العربي أما معنى (استعادة الدولة غايتنا)، فهي رسالة واضحة الدلالة بأن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يتخلى عن قضية شعب الجنوب، ومطلبه الحق، والعادل في استعادة دولته الفيدرالية كاملة السيادة.
وأضاف: وكذلك أهمية التركيز، وبشدة، على غاية أبناء الجنوب في استعادة دولتهم كاملة السيادة على كامل ترابها الوطني (ما قبل 21 مايو / أيار 1990م)، والذي يُعد مطلب شعبي، وجماهيري من سابع المُستحيلات التخلي عنه، أو التنازل عنه، وتحت أي ظرف كان.
وتابع: إضافة إلى أهمية التركيز على استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، باعتباره المخرج الأمن للجميع، وتوحيد الجهود لمحاربة المد الفارسي الإيراني المُتمثل بميليشيا الحوثي، كما أن أهم مخرجات الدورة الرابعة للجمعية الوطنية أنها أعطت الصبغة الشرعية لكل القرارات التي يتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي باعتبارها ممثلة للشعب.
اتفاق الرياض:
أما عن أبرز بنود اتفاق الرياض يقول: بالنسبة لما يراه الجنوبيون في تنفيذ اتفاق الرياض لصالح القضية الجنوبية، فاتفاق الرياض يعد أولاً اعترافاً بالمجلس الانتقالي كممثل شرعي للجنوب بعد أن كان ذلك البند غائباً لسنوات.
ويضيف: يرى الجنوبيون بأن اتفاق الرياض وعودة المؤسسات الجنوبية وتوفير كل الخدمات وانسحاب الجيش الشمالي من محافظات الجنوب، وبالذات شبوه وحضرموت، أكبر انجاز باتجاه استعادة الدولة، وبالتالي جعل شعب الجنوب يحقق مصيره باستعادة الدولة الجنوبية وتمثيل مجلسه المفوض كممثل وطرف أساسي في المفاوضات النهائية لإحلال السلام في اليمن الشقيق والجنوب برعاية الأمم المتحدة.
الموقف العربي من الدولة الجنوبية:
يؤكد “الحزيبي” أن الجنوبيون من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي والجمعية الوطنية يسعون إلى إعلان الدولة الجنوبية، وفق خطط مدروسة وبخطى ثابتة ومتأنية ومدروسة.
ويقول: حجم الحرب الدائرة على الجنوب كبيرة من أطراف محلية وإقليمية وتعمل ليل نهار لعرقلة استعادة الدولة الجنوبية، ومن أجل ذلك يعمل المجلس الانتقالي وفق خطوط معينة ويستفيد من الممكن والمتاح حالياً لتعزيز وجوده وتحقيق أهدافه وتقوية قضيته ومشروعه الجنوبي، وهناك دول مستعدة لمساندة المجلس الانتقالي الجنوبي بل وتسانده لكي يحقق أهدافه.
ويضيف: هناك تعاطف من قبل بعض الدول العربية وهناك أيضاً دعم لا يستهان به باتجاه القضية الجنوبية بل واستعادة الدولة الجنوبية، ولكن يبدو أن هذا الدعم مقيد نوعاً ما أو مربوط بأجندة دولية لها مصالحها وارتباطاتها مع هذه الدول.
ويتابع: نرى فعلاً أن هناك تجميد لحين تتضح الرؤية والتوافق الدولي الواضح باتجاه القضية الجنوبية بشكل خاص واليمن بشكل عام من حيث التوافق على الحلول السياسية التي تضمن أولاً ايقاف الحرب وإحلال السلام” وصولاً إلى فرض سياسة الأمر الواقع، هذا من جانب، ومن جانب آخر، أرى من وجهة نظري أن تلك الحلول الدولية ترتكز وفق مصالحها المختلفة في اليمن.
الرؤية الغربية تجاه الدولة:
الجنوبية ومستقبل المفاوضات
يشير الكاتب الصحفي الجنوبي إلى أن الغرب وبالذات أمريكا لها مصالح استراتيجية كبيره، ولذلك هي تنظر بعين المصلحة، وأيضاً ارتباط أمريكا بدول التحالف وبالذات السعودية، فمصالح الطرفين مشتركة، ولذلك أمريكا تبحث عن الحلول التي تتناسب ومصالحها ومصالح حلفائها.
ويقول: هناك تواصلات بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والمبعوث الأممي إلى اليمن وقد تتكرر زيارات المبعوث الأممي لقيادة المجلس الانتقالي، كيف لا وهو قوة فاعلة على الأرض، وفي أي حوار قادم سيكون هناك تمثيل المجلس الانتقالي كشريك أساسي معترف به دولياً وتكلل الاعتراف به دولياً باتفاقية الرياض الأخيرة.
ويوضّح بذات الوقت بأن الإيرانيون يسعون للاستفادة من الحرب الدائرة في اليمن عبر الحوثي لتحقيق أهداف كثيرة من أهمها استنزاف السعودية وإظهارها بصورة العاجز وكذلك تحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات على الملف النووي الإيراني، معتبراً أن إيران تستخدم الحركات المسلحة في المنطقة العربية كخط دفاع أول تحقق من خلالها مكاسب سياسية على المدى القريب والبعيد.
حاوره: جهاد عبدالله