يظل القطاع التعليمي أحد القطاعات الاستراتيجية التي تضررت كثيرًا من الحرب الحوثية التي دخلت عامها الثامن، وأفرزت انهيارًا شاملًا في كل المجالات.
وأولت المليشيات الحوثية تركيزا كبيرا على الجامعات، كونها مفرخة لتجنيد المزيد من العناصر إلى جبهات القتال عملًا على إطالة أمد الحرب، وذلك بعد نسف العملية التعليمية بشكل كامل.
وأقدمت المليشيات الحوثية، على العديد من الإجراءات العبثية لتدمير المنظومة التعليمية، إذ قررت المليشيات فصل كليتي المختبرات والتمريض عن كلية الطب البشري، وتحويلهما إلى كلية العلوم التطبيقية في الجامعة القديمة بذريعة أن المباني مخصصة لطلاب الطب البشري فقط.
أثار القرار الحوثي غضبا على صعيد واسع، لأنّه يحوّل التصنيف المهني للطلاب من بكالوريوس إلى دبلوم، وبالتالي يمنع الطلاب من مواصلة الدراسات العليا.
الجريمة الحوثية توثّق بشكل مباشر حجم الاستهداف الذي تمارسه المليشيات تجاه طلاب الدراسات العليا، وقد أقدمت مسبقًا على عديد الإجراءات التي استهدفت عرقلة دراسة هؤلاء الطلبة من جانب، وكذا مارست حالة من القمع تجاه رسائلهم وأبحاثهم، وصلت إلى حد أن مشرفا حوثيا جاهلا هو من يشرف على الأبحاث.
كما أظهرت إحصاءات ارتكاب المليشيات الحوثية أكثر من 25 ألف انتهاك ضد المدرسين منذ إشعال الحرب في صيف 2014، بينهم 81 إدارياً تربوياً و1499 مدرساً فقدوا حياتهم، و14 توفوا في السجون، إضافة إلى 2642 تعرضوا لإصابات، و621 تعرضوا للاعتقال و36 للإخفاء القسري على أيدي المليشيات