في خطوة لا يمكن الثقة أو التحقق من صدقها أو حسن نواياها، أصدر مجلس النواب الذي يقوده المدعو سلطان البركاني دعوة لمجلس القيادة الرئاسي، بالتحرك لمجابهة الإرهاب الحوثي.
مجلس النواب أصدر بيانا قال فيه إنه يدعو إلى تحريك جميع الجبهات في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية، وتضمن البيان كذلك الدعوة لمواصلة الضغط على المليشيات من قِبل كل الأطراف.
يُفهم من القراءة الخارجية لهذا البيان وهذه الدعوة، أنها تحمل أمرا إيجابيا، غير أن برلمانا أو مجلسا أو أي جهة يقودها المدعو البركاني أمرٌ لا يمكن الثقة في أي خطوات يتم اتخاذها.
المثير للقلق أنه استنادا للوقائع السابقة، فإن أي خطوة على هذا الغرار تصدر عن مجلس البركاني فهي تثير تخوفات من تسوية بعض الصفقات الحوثية الإخوانية التي تخدم مصالح قوى صنعاء.
يعني ذلك أن البيان الصادر عن مجلس البركاني ما هو إلا تسجيل مواقف ليس أكثر، باعتبار أن مجابهة الإرهاب الحوثي يتوجب أن تكون أولوية لدى قوى صنعاء لكن هذا الأمر لا يبدو أنه سيكون قائما قبل الإجهاز على الجنوب وهي المؤامرة الأخطر لدى هذا الفصيل.
فإذا ما كانت هناك رغبة حقيقية لمجابهة الإرهاب الحوثي، لكان قد تم دعم القوات المسلحة الجنوبية التي تخوض حربا ضارية ضد المليشيات الإرهابية المارقة.
إلا أن الواقع يشير لما هو أفظع من ذلك، فلا يُترك الجنوب وحسب في هذه المعركة، لكنه يتعرض لتحشيد الكثير من العناصر الإرهابية إلى أراضيه بما يزيد من التحديات بشكل غير مسبوق.
ولعل ما يضفي دليلا آخر على أن بيان مجلس البركاني ما هو إلا تسجيل موقف لرسم صبغة لنفسه ليس أكثر، أن الرجل الذي يحث التحالف العربي على مواصلة جهوده، فهو نفسه الذي شن هجوما عدائيا ضد الخليج قبل أيام.
فكان البركاني قد انتقد دعوة أمين عام مجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، في اليومين الماضيين، إلى إيجاد حل سياسي ينهي الحرب، معتبرا أن هذه الدعوات والبيانات المشابهة الخليجية بمثابة "صدقة رغم علمه أن الحوثي أبعد ما يكون عن الحل".
انتقاد البركاني مثل تنكرا للجهود التي بذلت على مدار الفترات الماضية من قبل السعودية والإمارات، كما يتجاهل وبشكل واضح أن قوى صنعاء وتحديدا المليشيات الإخوانية التي يناصرها، تتجاهل في الأساس الحرب على الحوثيين وتشن إرهابها ضد الجنوب العربي.