يمثل العيش في مخيمات النزوح، واحدة من صنوف المعاناة المرعبة التي خلفتها الحرب الغاشمة التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية.
وهذه المخيمات تشهد على حالة مزرية تتعرض لحرائق في أحيان كثيرة، كتلك التي وقعت في مخيم الجشة بمدينة الخوخة بمحافظة الحديدة.
والتهم الحريق ما يقارب سبعين منزلا متسببا في أضرار مادية كبيرة للنازحين.
وجاء سبب الحريق هو اشتعال النيران في إحدى الخيام أثناء إعداد وجبة الفطار، فيما لعبت الرياح دورا كبيرا في سرعة انتشار الحريق في خيام النازحين.
وناشد المتضررون، المنظمات والسلطة المحلية في إيجاد مساعدات إيوائيه عاجلة لهم بفعل الحريق الذي التهم كل ما يملكون وأصبحوا في العراء لا مأوى لهم يقيهم حرارة الشمس ولا غطاء يقيهم من برد الشتاء.
ومخيم الجشة، يأوي المئات من الأسر النازحة، ويتكون من الخيام المصنوعة من القماش، وكذلك من المنازل (صفيح) يطلق عليها (الزنك)، وتشرف عليه الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مديرية الخوخة.
لجوء الكثيرين إلى الإقامة في مخيمات النزوح يعود إلى أن المليشيات الحوثية لا تتوقف عن استهداف منازلهم ومساكنهم.
وهناك سبب آخر يتمثل في فرار السكان من بطش وانتهاكات المليشيات الحوثية الإرهابية من المناطق التي تسيطر عليها حتى ما قبل استهداف هذه المنازل.
وكان تقييم مستقل لأداء وكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن منذ بداية الحرب، قد تحدث عن فشل الأمم المتحدة في إيجاد أثر ملموس في حياة السكان، رغم إنفاقها أكثر من 16 مليار دولار.
وأكد التقييم الذي أعدته اللجنة المشتركة للوكالات، أن المخيمات تفتقر لأدنى المعايير الإنسانية، كما فشلت المنظمات الإغاثية في إدخال تحسينات جوهرية على حياة السكان العاديين، واكتفت بالعمل على وسائل دعم البقاء على الحياة.
وتحدث التقييم عن ضعف الجودة وضعف في الرقابة، وانتقد فعالية وكفاءة الاستجابة؛ حيث إن العمل يتم في ظل ظروف صعبة للغاية، مع نقص القدرة وصعوبة الحركة، مشيرا إلى أن الافتقار إلى المساءلة والشفافية، أدى إلى تدهور العلاقات بين عملية الإغاثة والسلطات والسكان.