أحد أكبر الأحداث والفعاليات التي شهدتها العاصمة عدن في الفترات الأخيرة هو مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الذي انطلقت فعاليات دورته الأولى بحضور جنوبي واسع النطاق وبمشاركة إقليمية ودولية كبيرة.
المؤتمر الذي أطلق برعاية الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هو باكورة مرحلة جديدة يطرق الجنوب أبوابها، على صعيد العمل الإعلامي، وقد جاء في توقيت ملهم نظرا لما يتعرض له الجنوب من استهداف متواصل تشنه قوى الشر والإرهاب اليمنية.
أهداف المؤتمر تنسجم كثيرا من طبيعة المرحلة وما تتضمنه من تحديات، فمنظومة العمل الإعلامي الجنوبي كانت في أمس الحاجة لكيان قوي وفعال ينظم مسار المهنة، ويحميها من أي استهداف، تماما كما يحدث تجاه كل الأوضاع في الجنوب.
هذه الخطوة كان يتطلع إليها كل الإعلاميين الجنوبيين، ويرون أنها نقطة فارقة على صعيد مستقبلهم الإعلامي والمهني، وذلك لما تحمله هذه الخطوة من أهمية بالغة في إطار العمل على كسر التعتيم الإعلامي والتضليل الذي تعرض له الجنوب لسنوات طويلة من قبل قوى الاحتلال اليمني.
كسر هذا التعتيم أمر في بالغ الأهمية، فالجنوب تعرض لحرب شاملة على مدار الفترات الماضية، وعمدت القوى المحتلة على أن تمارس إرهابها في الظلام، ولذلك تمادت في استهداف أي أصوات جنوبية تفضح هذا الإرهاب.
فالفترة الماضية شهدت استهدافا خبيثا ومشبوها تعرض له التحالف العربي وتحديدا السعودية والإمارات من قبل قوى صنعاء التي تقودها المليشيات الإخوانية، التي ساقت بدورها موجات عاتية من الاستهداف ضد الرياض وأبو ظبي عبر ترويج الأكاذيب.
وجود منصة إعلامية جنوبية رسمية أمرٌ من شأنه أن يُشكل تلك الحماية في مواجهة الاستهداف والأكاذيب التي يتم ترويجها من قبل الكتائب الإعلامية والإلكترونية التابعة لقوى الاحتلال اليمني.
كل هذه المنجزات التي تتحقق من خلال وجود كيان نقابي مهني للجنوبيين تصب في صالح مسار استعادة دولة الجنوب، وهو الحلم الذي يطمح إليه الجنوبيون، ولن يتراجعون عن هذا الطريق أبدا.