تصريحات استفزازية صدرت عن رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، تهدد بشكل كبير بفض الشراكة القائمة، بعدما حاول دس السُم في العسل وهو يتحدث عن قضية شعب الجنوب .
العليمي أجرى حوارا صحفيا، تناول فيها عدة ملفات بينها قضية شعب الجنوب العربي، وقال إنها قضية عادلة لكن الحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب، وفق زعمه.
أمضى العليمي في حديثه هذا قائلا: "عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض".
وأضاف أن معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي.
وتابع: "يجب أن نتأكد أن هناك ضمانات إقليمية، الجنوبيون يقولون أحياناً ما هي الضمانات؟ ونحن نقول هناك ضمانات إقليمية لحل القضية الجنوبية وفقاً لهذا الإعلان، وبالتالي عندما يقال هذا الكلام فهو يشكل ضماناً رئيسياً لحقوق جميع الأطراف".
تصريحات العليمي يمكن النظر إليها بأنها محاولة "تنويم مغناطيسي" ضد الجنوب العربي، تحمل مغازلة بسيطة لكنها تتضمن في الوقت نفسه طعنة للجنوبيين وحقهم في استعادة دولتهم الآن.
تصريحات العليمي يمكن النظر إليها من أكثر من اتجاه، فهو من جانب يستهدف تقويض حق الجنوبيين في استعادة دولتهم، لكن بطريقة تستهدف أيضا تصريح أو خطوة تثير غضبهم باعتبار أن الجنوبيين يتعاملون مع قضيتهم بأنها تحمل طابعا وجوديا.
يُفهم أيضا من تصريحات العليمي أنها محاولة لضم الجنوبيين إلى طاولة المعسكر اليمني، في مسعى لاستغلال القدرات العسكرية الكبيرة للقوات المسلحة الجنوبية في الحرب على الإرهاب ودورها الأصيل في العمل على تحقيق الاستقرار.
الجانب الأكثر أهمية في هذا الإطار، أن الجنوب العربي سيتعامل مع هذا التطور من منطلق وطني بحت، وبالتالي تبقى هذه التصريحات مرفوضة شكلا ومضمونا.
يمكن استقراء هذا الموقف الجنوبي من خلال عديد التصريحات التي صدرت عن القيادة الجنوبية على مدار الفترات الماضية، والتي تضمنت التأكيد على أن الجنوب لن يقبل التهميش، وأن مسألة إدراجه في مسار الحل السياسي أمر لا حتمي ولا تفاوض عليه بأي حال من الأحوال.