عملية تحرير العاصمة عدن أطلق عليها السهم الذهبي، وقد تُوِّجت بالذهب بالفعل، عبر بطولات عسكرية ساهمت في دحر الإرهاب، وسرعان ما حقّقت انتصارات تمثلت في تحرير مطار العاصمة ومن ذلك بقية مديريات العاصمة، حتى عادت عدن إلى حضن الجنوب.
معركة تحرير العاصمة عدن شهدت ملحمة وطنية بامتياز، حيث تكاتف الجنوبيون بوتيرة غير مسبوقة بما قاد إلى تحرير سريع للعاصمة عدن، ولم يكن الانتصار مجرد عملية عسكرية وحسب، لكن النصر أعاد للعاصمة ريادتها ومكّنها من استعادة مكانها الحقيقي كصانعة للقرار.
معركة تحرير عدن شهدت مشاركة أغلبية شباب العاصمة، ما شكّل انتفاضة شاملة وواسعة النطاق ضد المشروع الحوثي الإرهابي، وهو ما ساهم في قلب موازين المعركة لصالح الجنوب.
معركة تحرير العاصمة عدن والخطة التي تم تنفيذها في هذا الإطار اتبعت عدة مراحل، بدأت بتكتيك الاستنزاف وإرهاق مجاميع مليشيا الحوثي، عبر حصار استمر 70 يوما، وهو ما ساهم في إضعاف العدو الحوثي وصولا إلى حسم المعركة ضده.
في المرحلة التالية، تأهبت القوات للهجوم ونفذت هجوما استباقيا، بالتزامن مع تقييم دقيق للنتائج على الأرض من قبل غرفة العمليات المشتركة للتحالف والرفع للقيادة العليا، وهنا برز دور رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذي وجّه بتوفير كافة الإمكانيات والدفع بـ120 آلية للضمان الكامل لتنفيذ الخطة المعدة.
الحديث عن ذكرى تحرير العاصمة عدن، سرعان ما يعيد إلى الأذهان الدور الأسطوري والملحمي الذي بذلته القوات المسلحة الإماراتية في معركة تحرير استرداد العاصمة عدن، ولا أدلّ على هذا الدور من أنّ أول شهيد ارتقى في تلك الحرب كان الإماراتي الملازم أول عبدالعزيز الكعبي.
الدور الإماراتي في المعركة سواء عبر العمليات العسكرية بشكل مباشر أو من خلال تسليح وتدريب القوات المسلحة الجنوبية، كان له عامل الحسم في إنهاء هذه المعركة لصالح الجنوب وتوجيه أول خسارة للمليشيات الحوثية.