وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قد عبر عن عميق حزنه لمقتل أحد موظفيه في هجوم إرهابي في مدينة التربة بمحافظة تعز، وهو مؤيد حميدي، صاحب الجنسية الأردنية، حيث لقي مصرعه بعد وقت قصير من نقله إلى المستشفى متأثرًا بجراحه بعد إطلاق النار عليه.
وقال بيان البرنامج إن مؤيد حميدي كان أحد العاملين الإنسانيين المتفانين في العمل، مؤكدا أنه وصل مؤخراً إلى اليمن لتولي منصبه الجديد كرئيس لمكتب برنامج الأغذية العالمي في تعز، وقد عمل مؤيد لدى برنامج الأغذية العالمي لما يقرب من 18 عاماً منها مناصب سابقة في اليمن وفي السودان وسوريا والعراق.
عملية الاغتيال أثارت تنديدا إقليميا ودوليا على صعيد واسع، حيث عبرت دولة الإمارات عن إدانتها لمقتل الموظف الأردني، وأكدت وزيرة التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
وأوضحت أن الجريمة الإرهابية تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، معربة عن تعازيها للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ولأهل وذوي الضحية ولبرنامج الأغذية العالمي جراء هذه الجريمة النكراء.
وأشارت إلى أن هذه الجريمة تمثل خرقا لكافة المعاهدات الدولية التي توفر الحماية الخاصة لعمال الإغاثة والإنقاذ.
وفيما ندد المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينج، بعملية اغتيال الموظف الأممي ووصف ما جرى بأنه جريمة مأساوية، فقد دعا الاتحاد الأوروبي، إلى سرعة محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال ممثل مكتب برنامج الغذاء العالمي.
وقالت بعثة الاتحاد في اليمن في بيان لها: "يدين الاتحاد الأوروبي وبقوة مقتل أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي في محافظة تعز"، وشددت على ضرورة سرعة محاسبة الجُناة.
وأضافت: "خالص تعازينا لأسرته ولبرنامج الأغذية العالمي الذي يعتبر شريكا أساسيا في اليمن.. يعتبر أمن الموظفين الإنسانيين الذين يساعدون ملايين اليمنيين أمرا بالغ الأهمية.. يجب إحالة الجناة إلى القضاء وبكل جدي".
بدورها، أدانت السفارة الفرنسية لدى اليمن عملية الاغتيال التي طالت رئيس برنامج الأغذية العالمي في اليمن، ووصفت هذا العمل الإرهابي بالجبان والحقير، وقالت في بيان: "من غير المقبول مهاجمة العاملين في المجال الإنساني الموجودين هناك لدعم السكان".
وأعربت فرنسا عن خالص تعازيها لأسرة وأقارب الفقيد وكذلك برنامج الأغذية العالمي الذي يقوم بعمل رائع في اليمن، داعية لكشف النقاب عن جميع جوانب هذه الجريمة ، وذكرت: "يجب تعقب مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة واعتقالهم ومحاسبتهم".
مثل هذه المواقف شهدت توافقا من قِبل الأطراف الدولية على ضرورة محاسبة القتلة والمُجرمين الذين يتمادون في ارتكاب الجرائم والاعتداءات التي تستهدف كل القطاعات، بما في ذلك استهداف الوضع المعيشي والملف الإنساني.
ومن الضروري محاسبة المليشيات التي تتمادى في صناعة الفوضى الشاملة، بما يضمن عدم تكرارها ، لا سيما أن تتحدث بشكل متكرر في المناطق الخاضعة لنفوذ المليشيات الإرهابية، وفي مقدمتها المليشيات الإخوانية.