الحديث عن الاجتماع الحاشد الذي عقدته قبائل ثعين بمدينة المكلا، تحت شعار "تحرير الوادي مطلبنا واستعادة الدولة الجنوبية هدفنا".
اللقاء التشاوري الحاشد شاركت فيه أبناء ووجهاء القبائل ورموزها ونخبها الاجتماعية والسياسية والعسكرية والأمنية، وذلك بهدف دراسة المستجدات والأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها حضرموت والوطن الجنوبي بشكل عام.
قبائل ثعين أكّدت في هذا الحدث الشعبي المهم، اعتزازها بالهوية الوطنية الجنوبية، ورفضها لمحاولات سلخ حضرموت عن محيطها الجنوبي، وإدانتها للمؤامرات المستهدفة لحضرموت، وتحميلها ثمن السلام مع الحوثيين.
انعقد هذا اللقاء المهيب، بحضور عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي المحامي يحيى غالب الشعيبي، ورئيس الهيئة التنفيذية للمجلس بالمحافظة العميد الركن سعيد أحمد المحمدي.
فمن جانبه، عبر المحامي الشعيبي عن سعادته بتزامن زيارته لحضرموت مع هذا اللقاء الحاشد لواحد من التجمعات القبلية المهمة في حضرموت، وقال إن الغرض من زيارته هو اللقاء بمختلف مكونات حضرموت السياسية والاجتماعية، والاستماع إلى وجهات نظرها فيما يتعلق بحاضر المسيرة النضالية لشعبنا، والمستقبل الذي يريده.
أكّد أن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي تتبنى كل ما يطرح في حضرموت من رؤى وأفكار ومقترحات وملاحظات، لافتا إلى أن المجلس تبنى مقررات مؤتمر حضرموت الجامع، بما في ذلك شكل الدولة الفيدرالي، والذي من خلاله سيتمتع أبناء حضرموت ومختلف المحافظات، بصلاحيات واسعة لإدارة شؤونهم بأنفسهم.
والهدف من اللقاءات التشاورية، التي عقدتها عدد من المكونات السياسية والاجتماعية والقبلية خلال الشهرين الماضيين وفق المحمدي، هو مناقشة مستجدات الأوضاع في المحافظة والجنوب عامة.
وبارك لشعب الجنوب، النجاح السياسي والاختراق الدبلوماسي الذي حققه المجلس الانتقالي، والذي توج بزيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي للولايات المتحدة ومشاركته في أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتوقع أن هذا النجاح سيواجه بمزيد من المؤامرات من قبل أعداء الجنوب وقضيته، وقال: "لسوء حظنا في حضرموت، فان معظم هذه المؤامرات تستهدف محافظتنا".
وأكّدت تمسّكها بمخرجات مؤتمر حضرموت الجامع، التي أجمع عليها طيف واسع من أبناء حضرموت، وأن تبني المجلس الانتقالي الجنوبي لتلك المخرجات إنجاز ومكسب كبير للمحافظة وأبنائها.
كما عبرت القبائل في بيان، عن فخرها واعتزازها بهويتها الجنوبية ودعمها وتأييدها للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدافع عن قضية شعب الجنوب، والحامل للوائها، مع التمسك بالمشروع الجنوبي، المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية بنظامها الفيدرالي، الذي يعطي أبناء حضرموت حقهم في إدارة شؤونهم بأنفسهم، ورفضهم لكل المشاريع، التي تحاول سلخ حضرموت عن محيطها وعمقها الجنوبي.
وعبر البيان عن رفض قبائل ثعين لأي تسوية سياسية مع الحوثيين، تقوم على حساب حق أبناء حضرموت في ثرواتهم، مثمنا دور وتضحيات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي للمليشيات الحوثية، وتحرير مدن الساحل من قوى الإرهاب.
وطالب الأهالي بدعم تحركات أبناء المحافظة الساعية إلى اخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت وتسليم أمن مديريات الوادي والصحراء لقوات النخبة الحضرمية، التي أثبتت جدارتها في حفظ الأمن والاستقرار في مديريات الساحل.
ودعت قبائل ثعين قوات النخبة الحضرمية إلى تشديد قبضتها على المنافذ، لمنع التهريب، ومحاربة الجريمة بمختلف أنواعها.
كما دعا البيان قيادة السلطة المحليّة بالمحافظة إلى الاهتمام بتحسين مستوى الخدمات العّامة في مديريات المحافظة، وخاصة الكهرباء والسعي من أجل وضع الحلول الجذرية لمعالجتها والتخفيف من معاناة المواطنين اليومية.
الحراك الشعبي الحضرمي يمثل انتصارا جديدا لقضية شعب الجنوب، في إحدى الجبهات الساخنة في أرجاء الجنوب، فمحافظة حضرموت تتعرض للاستهداف بوتيرة متفاقمة سواء على الصعيد الأمني أو المعيشي أو على صعيد الهوية الجنوبية نفسها.