المعلومات الواردة من الرياض لا تشير إلى إحراز تقدم على صعيد المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية وهو أمرٌ اعتادت عليه المليشيات.
الرؤية الجنوبية كانت واضحة منذ اللحظة الأولى، وهي ضرورة أن يكون الحسم العسكري هو المسار الذي يجب إتباعه في إطار مجابهة الإرهاب الحوثي.
ففي الكثير من المناسبات والاجتماعات واللقاءات والفعاليات، أكّد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أن المليشيات الحوثية لن تجنح مُطلقا نحو السلام.
رؤية الجنوب لم تكن مُجرد كلمات أو خطابات عاطفية، لكنّ الأمر كان عبارة عن أمر واقع، وقد أثبتت مختلف الجبهات مدى الجسارة التي تحلى بها الجنوب في دحر الإرهاب الحوثي.
الجنوب شدد مرارا، على أن التساهل في التعامل مع مليشيات الحوثي لن يقود إلا إلى تقوية أجنحة المليشيات التي تشن حربا ذات طابع اقتصادي وآخر بطابع سياسي.
الضغط العسكري هو المسار الوحيد الذي يمكن أن يُشكل ضغطا على المليشيات الحوثية الإرهابية، فالقدرة على تكبيد المليشيات مزيدا من الخسائر الميدانية ومحاصرتها بالمزيد من العقوبات الاقتصادية سيكون دافعا نحو تقويض العنجهية التي تمارسها.
في حين أن ترْك العنان أمام المليشيات الحوثية لتتوسع في جرائمها، فهذا لن يكون إلا شيكا على بياض يُقدم لها لتطيل أمد الحرب.
الآن، وبعد العراقيل الحوثية المستمرة لتقويض أي تسوية سياسية أو حتى بوادر تسوية توقف الحرب وتخفف الأعباء عن المواطنين، فإنّ الأصوات باتت تصدح عاليا بضرورة قصقصة أجنحة المليشيات عسكريا، وهذا دليل جديد على صحة وواقعية الرؤية الجنوبية.