وإذا كانت مصر قد نجت من خطر الإخوان الأكبر، رغم استمرارهم في حبك فتن التأمر على مصر في الداخل والخارج،...ماتزال اليمن وليبيا تعاني من تبعات دور الإخوان التآمري والفتنوي.
تونس هي الأخرى تمكنت بعد تضحيات جسيمة ومعاناة كبيرة تمكنت من إبعاد الإخوان عن السلطة ومحاكمتهم قانونيا جراء العبث باستقرار وامن البلد والسلم الاجتماعي.
في اليمن كان دور الإخوان مدمرا لكل محاولات بناء اصطفافات وطنية قد تؤدي إلى حل المشكلات الداخلية وبناء شكل معقول من الدولة والوصول إلى حل نهائي عادل وشامل يضع خيار شعب الجنوب مفتاح لحل قضايا الشمال.
لن نتحدث عن دور الإخوان التخريبي والتآمري ضد الجنوب منذ نشوء التنظيم في المناطق الوسطى خلال ثمانينات القرن الماضي، ثم بعد الوحدة وخلال حرب ١٩٩٤م وما بعدها...
لكن يهمنا أن نشير هنا فقط إلى دور الإخوان في تعطيل أي جهد آو اصطفاف وطني لحسم الحرب مع الحوثيين، بل وفي محاولات تعطيل نصر الجنوب وافتعال ازمات جديدة...سواء بين الجنوبيين انفسهم ، أو بين قطبي التحالف (المملكة والامارات) أو حتى بين القوى المناهضة للحوثيين.
ولنذكر بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر:
١- بعد انتصار عدن شن الإخوان حملة شعواء ضد كل من رئيس الحكومة ونائب الرئيس حينها خالد بحاح والإمارات بهدف عرقلة وتعطيل الجهود التي كانت تبذل حينها لحلحلة مشاكل الخدمات والمرتبات وبناء مؤسسات دولة في العاصمة عدن كالاتصالات والمالية والمواصلات والدفاع والامن...الخ.
الإخوان والحوثيون وجهات لعملة واحدة لا تستطيع البقاء إلا في ظل الازمات والحروب.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري