وعلى الرغم من كل ذلك فقد فرضت قضية الجنوب نفسها خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ إلى حد ما ويصعب معه تغييبها أو تجاهلها.
لذلك كان على المجلس الانتقالي الجنوبي، ويجب عليه الآن وفي المستقبل وأكثر من أي وقت مضى، أن يتحرك بفعالية ونشاط وديناميكية ليس فقط لاستكمال وتعزيز السيطرة على الأرض والدفاع عنها وعن شعب الجنوب وبناء المؤسسات، بل وعلى الصعيد الخارجي العربي والدولي أيضا.
ويكتسب العمل السياسي والدبلوماسي والاعلامي الجنوبي وحملة العلاقات العامة في الخارج خلال هذه المرحلة أهمية بالغة واستثنائية.
لذلك ينبغي التنبه إلى ما يلي:
أولا: أن تسند المهام في الخارج إلى كفاءات جنوبية مؤهلة ومخضرمة ومحنكة ونزيهة ونشطة قادرة ليس فقط على التفاوض والتحاور، بل وعلى نسج علاقات عامة وخاصة مع صناع ومتخذي القرار ذات الصلة والتأثير على الملف اليمني عامة وعلى ملف الجنوب خاصة.
وقد يحتاج كل هذا إلى اشرارك مركز دعم القرار في المجلس وكذلك مختصين في القانون الدولي والعلاقات الدولية، لهيئة الشؤون الخارجية في تأصيل استراتيجيات ومفاهيم التحرك في الخارج وفقا لخطورة ومفاهيم واضحة ومحددة.
ومن المفيد والمهم الاستفادة من الخبرات الدبلوماسية الجنوبية.
رابعا: ضرورة تأطير أو على الأقل توجيه وتصويب الخطاب الإعلامي الجنوبي الفردي أو الجماعي في الخارج وفي اطار كل بلد واقليم بما يخدم قضية الجنوب بشكل أكثر فاعلية.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري