وتوجهت الأنظار في الفترة الأخيرة، إلى تحركات البنك المركزي المُطالَب بالعمل على اتخاذ إجراءات تصحيحية تعالج أخطاء وعثرات الماضي وتفتح الباب أمام تحسن اقتصادي يعود بالنفع على الوضع المعيشي للمواطنين.
وفي رسالة دعم تحمل دلالة كبيرة، أجرى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس المجلس الرئاسي، جولة تفقدية لسير العمل في البنك المركزي، مجددا دعمه لقراراته الهادفة حماية القطاع المصرفي.
والتقى الرئيس القائد الزُبيدي خلال الزيارة التفقدية، محافظ البنك المركزي أحمد المعبقي، وعددا من الوكلاء، ومديري الإدارات بالبنك.
واطّلع الرئيس الزُبيدي، خلال الزيارة على سير العمل في البنك، وإداراته، وأقسامه المختصة، مؤكدا أن زيارته هذه تأتي دعما ومساندة للإجراءات التي اتخذتها قيادة البنك لحماية القطاع المصرفي في البلاد، وإنقاذه من العبث والابتزاز الممنهج الذي مارسته المليشيات الحوثية الإرهابية خلال السنوات الماضية.
وخاطب الرئيس الزُبيدي محافظ البنك والوكلاء ومدير الإدارات قائلا: "أزوركم اليوم نيابة عن زملائي رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، لنبارك الإجراءات الشجاعة التي اتخذتموها لحماية القطاع المصرفي ووقف العبث الحوثي وانتهاكاته الممنهجة للأضرار بالاقتصاد الوطني".
وأضاف: "هذه الإجراءات ضرورة وطنية تأخرت كثيرا، ولكن يتوجب عليكم في هذه المرحلة تكثيف الجهود لحماية القطاع المالي والمصرفي، والمُضي قُدما في الإصلاحات المالية والإدارية الشاملة لاستعادة ثقة المؤسسات المالية الإقليمية والدولية بالبنك".
وتابع:"نؤكد لكم إننا في مجلس القيادة الرئاسي معكم وإلى جانبكم، ولن تجدوا مِنا إلا كل الدعم والمساندة في خطواتكم التي لاقت ترحيبا على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي".
وأكد الرئيس الزُبيدي دعمه للبنك المركزي للقيام بواجباته الوطنية بمهنية واستقلالية في هذا الظرف الاستثنائي.
وأشار إلى أن جميع البنوك وشركات الصرافة والمنظمات الدولية والمستثمرين ستلقى كل الرعاية والاهتمام، وستوفر لهم كل الحماية الأمنية والقانونية في العاصمة عدن، وفي عموم المحافظات المُحررة.
بدوره، ألقى محافظ البنك المركزي، كلمة، رحّب خلالها بزيارة الرئيس الزُبيدي، مؤكدا أن قيادة البنك انتظرتها طويلا.
وأضاف:"تأتي هذه الزيارة الهامة من سيادتكم للبنك المركزي متسقة مع موقفكم القوي في مجلس القيادة الرئاسي، في اجتماعه الأخير، بإعلان دعمه المطلق لقرارات وإجراءات البنك المركزي لحماية القطاع المصرفي وإنقاذه من تغوّل وابتزاز وانتهاكات المليشيات الحوثية المُصنفة من قبل العالم جماعة إرهابية".
وأكد المعبقي أن هذه الزيارة تمثل حافزاً إضافياً ودافعاً قوياً لقيادة البنك المركزي وكوادره لبذلِ مزيدٍ من الجهود لممارسة أعمالهم باستقلالية وحيادية ومهنية لخدمة المجتمع والاقتصاد الوطني والمحافظة على الاستقرار في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، خاصة بعد استهداف المليشيات لمرافئ وناقلات النفط وتوقف التصدير، وإجبار التجّار على الهجرة قسراء من الموانئ الخاضعة للسلطة الشرعية المعترف بها دولياً إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرتها بالقوة.
رسائل الرئيس القائد الزُبيدي خلال زيارته للبنك المركزي، تحمل دلالة واضحة بأن الجنوب حريص على الشراكة والتعاون مع كل الأطراف على النحو الذي يمكن أن يتيح تحسنًا في الأوضاع الاقتصادية ومن ثم على الحالة المعيشية.
دعم المجلس الانتقالي للبنك المركزي يأتي في توقيت شديد الأهمية، وذلك بعدما اتخذ البنك قرار مهما لاستنزاف رصيد المليشيات الحوثية من العملات الأجنبية.
وتضمن القرار تجنب التعامل بالأوراق النقدية الملغاة، وذلك لتفادي العقوبات المحتملة المرتبطة بالتعامل مع تنظيم مصنف إرهابيًّا، في خطوة من شأنها أن تضيّق الخناق الشبكة المالية للحوثيين.
الدعم السياسي الذي يوفره الرئيس الزُبيدي للبنك المركزي يحمل أهمية بالغة، وذلك كمقدمة لمزيد من الإجراءات التي يتم اتخاذها في الفترة المقبلة، سواء لاستكمال تضييق الخناق على الحوثيين أو على صعيد تحسين الوضع المعيشي.