تهديدات المليشيات الحوثية وصلت إلى الحديث عن تقويض أي فرصة إزاء تحقيق التسوية السياسية، التي اعتبر البعض أنها كانت قريبة المنال في فترات ليست بالبعيدة وإن كان المشهد مليئًا بالاعتداءات الحوثية.
المليشيات الحوثية أطلقت ما يمكن اعتباره إعلان حرب، وهو ما ورد على لسان زعيم الإرهابيين المدعو عبدالملك الحوثي، وهي يعبر عن إرهاب المليشيات التي يتزعمها، حيث جُنَّ جنونه وهو يهدد بورقة الحرب الإقليمية.
إقدام المليشيات الحوثية على صناعة الإرهاب أمرٌ قد يبدو مفهوما ومعروف الأسباب، ويحدث منذ فترات طويلة وتحديدا مع إشعال الحرب العبثية في صيف 2014، لكن اللافت هذه المرة هي الدوافع التي قادت زعيم المليشيات لإطلاق هذه التهديدات الجنونية.
أحد الأسباب الرئيسية لهذا الجنون الحوثي هو الواقع الذي استطاع الجنوب أن يفرضه على الأرض، في إطار التعامل مع التحديات الراهنة، والعمل على تحقيق مزيد من المكتسبات السياسية وبالذات الأمنية العسكرية.
يُضاف إلى ذلك إقدام الجنوب على الضغط على المليشيات الحوثية عبر سلسلة من القرارات السيادية التي تعيد رسم الحضور القوي للعاصمة عدن في قطاعات مختلفة مثل البنوك وشركات الصرافة أو الاتصالات أو الطيران وغيرها.
هذا الواقع دفع المليشيات الحوثية لإعادة تصدير صورتها الإرهابية، باعتبار أنها لا تملك سوى هذا السلاح الشيطاني الذي يتم إشهاره لتوسيع رقعة الفوضى الشاملة.
صحيح أن المليشيات الحوثية تملأ الدنيا ضجيجا بالحديث عن التصعيد المستمر وتوسيع رقعة الحرب، لكنها تملك قناعة واضحة بأنها ستكون أول من يدفع ثمن هذا التصعيد، لا سيما أن الماضي القريب والبعيد يزخر بالوقائع التي نجح فيها الجنوب في دحر إرهاب المليشيات وكسر عنجهيتها.