القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا على تلغرام: فجر عدن للاعلام
بعد خروجهم من صنعاء عام 1918 أثر هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى...سلم الأتراك الحكم لعاملهم يحيى حميد الدين الذي أعلن تلك المنطقة دولة سماها المملكة المتوكلية الهاشمية، قبل أن يضيف لها في وقت لاحق كلمة "اليمن" بناءا على نصائح الكتاب الجيوسياسيين الذين نفخوا فيه روح العظمة والاطماع التوسعية تجاه الجنوب وتجاه نجد والحجاز وحتى عمان.
الجدير بالذكر أن تلك المنطقة التي سماها الإمام يحيى سياسيا "اليمن" ظلت تحت الاحتلال العثماني لحوالي أربعة قرون منذ 1538م.
وبسهولة ويسر سيطر الإمام يحيى على المناطق الشافعية من اليمن تعز وإب والبيضاء...الخ.
لم تكن علاقة الجنوبيين ودية مع نظام الائمة الزيديين جميعا وخاصة بيت حميد الدين، بل كانت عدوانية من جانب الأئمة تخللتها أزمات وحروب طاحنة.
لذلك تطوع العديد من أبناء القبائل الجنوبية للمشاركة في الدفاع عن انقلاب أو "ثورة 26 سبتمبر 1962" ضد الإمام يحيى، التي دعمتها مصر.
بعد عودة هؤلاء الشباب إلى قراهم وبالذات في ردفان حدثت اشتباكات مسلحة مع مجموعة من القوات البريطانية...فاستغلت الجبهة القومية هذا الحادث لإعلانه يوم انطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963م بقيادتها هي.
لكن الجبهة القومية التي تشكلت من سبع فصائل جنوبية هيمنت عليها حركة القوميين العرب التي تعمدت انتهاج سياسة يمننة الجبهة من خلال تغيير اسم الجبهة من الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي إلى الجبهة القومية لتحرير "جنوب اليمن".
وتجدر الإشارة إلى أن تأسيس اتحاد الجنوب العربي 11 فبراير 1959 كان قد قوبل بهجمة شرسة من جانب متبني المشروع اليمني، ولأن الاتحاد كان سيؤسس لدولة جنوبية فيدرالية بعد خروج المستعمر البريطاني، من المهرة شرقا وحتى باب المندب غربا.
استعدت الجبهة القومية كل سلاطين وأمراء ومشائخ الجنوب وكبار الضباط والموظفين وحتى عقال المناطق والقرى واعتبرتهم "عملاء"، وافشل الجناح المتطرف في الجبهة القومية برئاسة عبدالفتاح إسماعيل كل المحاولات الجنوبية والمصرية لتوحيد فصائل العمل الوطني بما فيهم سلاطين وأمراء الجنوب من خلال تشكيل منظمة التحرير وعقد مؤتمر توحيدي بينهم في الإسكندرية عام 1966م نتج عنه تشكيل جبهة التحرير .
حيث أعلن هذا الجناح المتشدد في اجتماع عقده في منطقة جبلة لواء إب عن رفضه لاتفاق الاسكندرية...ومهد هذا الإعلان لحرب أهلية طاحنة داخل مناطق الجنوب، مما ادى إلى سيطرة العناصر المتطرفة والمستهترة على حساب العناصر الناضجة والحريصة على وحدة وتماسك الجنوب.
أثناء مفاوضات الاستقلال مع الوفد البريطاني في جنيف نوفمبر 1967 كان ضغط الجناح المتطرف والمتشدد في الجبهة القومية يسير نحو تضييق الخناق على الجناح المعتدل ويتجه إلى خلق عزلة مطبقة للجنوب مع دول الخليج ومع الدول العظمى وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا.
لم يكن هذا بدافع النفس الثوري المتطرف فحسب، بل لعزل الجنوب وإجباره على اليمننة والتوجه الاشتراكي.
وبدلا من تسمية دولة الاستقلال بجمهورية الجنوب العربي كما كان يجب، تم تسميتها بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
وما هو اخطر على الجنوب حدث بعد لك...ولنا حديث آخر بإذن الله.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع